القائمة الرئيسية

الصفحات

الصلابة الدفاعيّة أحدثت الفارق


الصلابة الدفاعيّة أحدثت الفارق

قبل أسابيع أوشك النادي الإفريقي على إخراس كلّ الأصوات في باردو بعد انتصاره على الملعب التونسي الذي خسر يومئذ لاعبين وبعد أسابيع عادت الفرحة إلى باردو من جديد والفضل للإفريقي الذي أقصاه الملعب التونسي منذ الدور ربع النهائي وانتقل الملعب التونسي من جحيم البطولة إلى جنّة الكأس.
حتما كان الإفريقي أفضل من الملعب التونسي والأحقّ بالانتصار ولكن خلال مقابلات الكأس فإن الحق يكون مع المتأهل والملعب التونسي قدّم فترة ثانية بمستوى جيّد للغاية ومن المفارقات أنّه خسر في البطولة مرّتين بالرغم من أنّه كان أفضل من الإفريقي وانتصر عندما كان الإفريقي أفضل منه. ونجاح الملعب التونسي هو نجاح لدفاعه بالأساس فقد فرض على الإفريقي اعتماد الكرات العالية بما أنّه حاصر جيّدا عناصر الخطّ الأمامي ووجود العابدي على اليمين ساعد بن علي على احتواء الذوّادي وصلابة دفاع الملعب التونسي جسّمها صاحب الهدف أمين عبّاس الذي سجّل أهم هدف في مسيرته الى حدّ الآن.
وحسب اعتقادنا فإن التطبيق الجيّد للخطط الدفاعية يعدّ مصدر القوّة الأساسي في الملعب التونسي الذي لعب دون قلب هجوم وهو أمر أعاقه ولم يساعده على إيجاد العمق الهجومي الذي يحتاجه كلّ فريق لبناء الهجمة وطريقة الدريدي ارتكزت على فكرة لا أقبل أهدافا وانتظار فرصة الحسم. الدريدي كان الأكثر سعادة وهو يوجّه رسالة إلى كلّ من شكّك فيه حيث كان الرد قويّا: لقد أثبت الملعب التونسي استفاقته خلال الفترة الأخيرة وبالرغم من الابتعاد عن النشاط فقد كان المردود الجماعي مقنعا للغاية وهذا الانتصار يعود الفضل فيه إلى صلابة المجموعة ورغبتنا الكبيرة بتحقيق الانتصار.
قانون إيزيكال!!
من جانب الإفريقي فإن قانون إيزكال كان حاسما فهو لاعب يعطي الانطباع بأنّه لا يريد الخير لفريقه وأنه بصدد تصفية الحسابات أو ما شابه ذلك فالفرص التي يضيعها غير معقولة بالمرّة وتجعلنا نشك. في الأثناء من الواجب الاعتراف بأن الإفريقي لعب ضد فريق أفضل منه تكتيكيا خلال هذه المباراة وخاصة في وسط الميدان لأن الإفريقي لعب بالأسلوب نفسه طوال ٩٠ دقيقة وكان عليه في ظل فشل إيزيكال أن يلعب بقلبي هجوم مثلا خلال الفترة الثانية.
وعلى صعيد اخر ومثلما حصل في لقاء الملعب القابسي فإن الإفريقي يحسن التدرّج بالكرة ولكنّه ضعيف في التعامل مع الكرة الثانية بشكل متواصل ومنافسه كان أفضل منه من الناحية البدنيّة بشكل خاص.
تفسير الكبيّر لعجز فريقه عن العبور إلى نصف النهائي كان منطقيّا نسبيّا: في بعض الحالات لا يمكن أن تبرّر الهزيمة بمعطيات دقيقة لأن هنالك معطى واضح تجلّى خلال هذه المقابلة وهو غياب التجسيم ففي مقابلة الكأس يكون الأهمّ بالنسبة إلى أي فريق هو التسجيل وهو ما عجزنا عن فعله بالرغم من أنّنا صنعنا عديد الفرص السانحة للتهديف طوال المقابلة وبعض هذه الفرص لا يمكن إضاعتها ولكنّنا عجزنا عن استثمار هذه الفرص عكس المنافس الذي استفاد من أوّل فرصة له وسجّل وهذا ما أحدث الفارق.
الكبيّر أشار صراحة إلى أنّه لا ينوي الاستقالة من مهامه ولكن هذا لا يعني أنّه سيبقى مدرّبا للإفريقي خلال الموسم القادم بما أن جلّ المعطيات تؤكد أنّ مصيره حسم منذ فترة.



أبو ريّان

Commentaires