القائمة الرئيسية

الصفحات

في الإفريقي: تغيّــــرت الأحــوال الماليــــة و«الأمـــراض هِيَ .. هِيَ»



عندما كتبنا منذ أسبوعين عن الخور والأمراض المزمنة التي لازمت جسم عملاق كالإفريقي هناك من اعتبرنا نشوّش على قلعة باب الجديد وهناك من ذهب به الخيال إلى أنّنا بصدد تصفية حسابات مع أطراف قريبة من سلطة القرار.. لكن هناك أيضا ـ وهم كثيرون ـ من أثنوْا على ما كُتب، واعتبروا المقال وثيقة للنصح والإصلاح ورأب الصّدع قبل فوات الأوان..

وفي الحقيقة، فإن الذين لم يرق لهم كلامي وتبرّموا من ذلك النصح مقتنعون في قرارة أنفسهم بأنهم أخلّوا بواجباتهم وقصّروا في المهمة المنوطة بعهدتهم.
لقد تناولنا بالحديث أمراض الإفريقي من ثلاثة جوانب: سوء التدبير ـ غياب الانضباط ـ القرارات الارتجالية والتهاون في القيام بالواجب.. اليوم وبعد أسبوعين من صدور المقال، هل زالت هذه الهنات؟ الجواب: لا.. بل تفاقمت وزادت حدّة.
سوء التدبير: رغم انتداب كفاءة لا يطعن في قدرتها على ترتيب البيت في شخص منتصر الوحيشي، فإنّ هناك أطرافا مازال يشدّهم الحنين إلى حشر أنفسهم في ما لا يعنيهم ويتكلّمون باسم النادي عن المدرّب الذي سيخلف منذر الكبيّر، وعن اللاعبين المزمع انتدابهم بالاسم. وهم لا يعرفون بأن هذه الممارسات تضرّ بمصالح النادي المادية منها والمعنوية.. حتى وإن كانت تسريباتهم (صحيحة ٪100).. من سوء التدبير أيضا (لكن في الجانب المالي) هل يعقل أن ينتظر أصحاب الحل والربط آخر أجل لدفع الخطايا أو بعد تدخل من «أولاد الحلال» كما يروّج له أبناء قرمبالية ليسارعوا بتسديد المبلغ المتعلق بعقوبة «الذوّادي» ـ على ذكر زهير الذوّادي ـ أنا لا أراه مذنبا في حق النادي.. لأنه لو وُجد ناطق رسمي يدافع عن حقوق الجمعية لما تجرّأ قائد الفريق على التدخل في قناة التونسية للقيام بهذا الدّور.
إنّ عدم تسديد مستحقات المزوّدين واللاعبين والهيئات التأديبية كان يُصنّف من قبل الأمور العادية زمن الفقر (أي قبل سنتين) أمّا الآن فالمال موجود ـ فما هي حصّتكم من هذا الإخلال الغريب؟ فرنسيس نار ـ وتاقواي وسايدو ساليفو فرّوا من النادي لعدم حصولهم على مستحقاتهم في الآجال المتفق عليها ـ ورئيس قروزني الرّوسي جاء من آسيا الوسطى ليحصل على القسط الأول من صفقة ـ أيزيكال ـ ووكالة أسفار تطالب النادي بمتخلدات تعود إلى فترة رئاسة العتروس.. هذا إضافة إلى إخلالات أخرى لا يسمح المجال باستعراضها كلّها.
غياب الانضباط: فضلا عن العقوبات الإدارية التي سلّطت على اللاعبين طبقا لقواعد اللعبة، وعن التسيّب المفرط داخل أسوار الحديقة وخارجها، وفضلا عن التكتلات والأحلاف و«الكليكات» في حجرات الملابس... فإنّ غياب الانضباط وصل إلى حدّ التطاول على هيبة النادي والاستهتار بقوانينه الداخلية، فلو وجد أيزيكال إدارة قوية وحازمة لما تجرّأ على القيام بتجاوزات خطيرة ولما عرضوه على مجلس التأديب وعوض أن يرتدع أتى عملا أشنع من الأوّل وقطع أوصال النادي وشرايينه من الوريد إلى الوريد عبر الصحافة وفي الجلسات الخاصّة دون أن ننسى بطبيعة الحال ما حصل بين اليعقوبي والعقربي...
غمـزة: سيدي رئيس النادي، لا أشك أنك أتيت مساعدا ومنقذا لهذا الهرم الذي خرّبه «الحبيب والعدوّ في آن واحد» لكنك لم تستعمل لحدّ الآن أدوات الإنقاذ الضرورية».
فأفق ولا تغفل لأنه أمامك «شانطي كبير» قبل الجلسة العامة.

خليفة الجبالي

Commentaires